مهم بخصوص نتيجة الشهادة الاعدادية السادة الآباء والأمهات لحظة من فضلكم

 السادة الآباء والأمهات لحظة من فضلكم.

بالأمس ظهرت نتيجة الشهادة الاعدادية وكل طالب حصل علي نصيبه من الدرجات ،منهم من حصل علي المراكز الأولى ومنهم من حصل علي ما دون ذلك ،وعمت الفرحة هنا وخيم الحزن هناك ،البعض هنأ ابنه والبعض الآخر ألقى بجبال اللوم عليه لعدم تحقيق رغبة أبويه ،نعترف أولا أنه لا أحد يحبك أيها الطالب مثل ابويك فلو كان ابوك طبيبا أحبك عميد ا لكلية الطب ولو كان وزيرا أحبك رئيسا للوزراء وهكذا ،،،تلك حقيقة لا ينكرها إلا عاق او جاحد ،ولذلك عزيزي الطالب عليك أن تبذل قصار جهدك لاسعادهما قدر المستطاع ،فدروسك واجباتك مذاكرتك بداية الطريق فلا تضعه من تحت قدميك ،اجتهد وعلي الله النتائج واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

الآباء احتضنوا أبنائكم فالتعليم رزق كباقي الأرز اق وعلي ابنك السعي ،واعلموا أن الله لا يكلف نفسا الا وسعها .

فلا داعي للعتاب والتوبيخ ولا تقارنوا أبنائكم بأبناء غيركم فإن الله خلق البشر متفاوتين في القدرات والذكاء ومن اجمل ما ذكر في هذا السياق تفسير الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه في قوله تعالي (وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات )

الدرجات هنا لا تعني الغنى والفقر لا بل القدرات والمواهب والملكات فهذا عنده ذكاء وملكة حب الطب فيصير طبيبا بإذن ربه وذاك مبدع في الهند سة فيصبح مهندسا وذلك في الفك والتركيب فيصبح عالما وأخر معلما وغيره صانعا ونقاشا

وهذا من بديع صنع من خلق، فكلنا نحتاج الي بعضنا البعض لا الطبيب يستغني عن عامل المحارة ليجهز له بيته ولا يستغني عن السباك او النجار ولا كلهم قادرون علي ان يستغنوا عن الفلاح ،فالجميع بحاجة لبعضهم البعض،وهنا تكمل المواهب والملكات بعضها بعضا ،ومن منا يستطيع أن يعيش بمفرده؟!

ونهاية القول أن من خلق يوزع الأدوار حسب طاقة وقدرات كل فرد لتخرج الحياة كما نرى فكلنا نلبس ثوبا واحدا،وكلنا نحقق غاية الله من الخلق وهي خلافة الله للإنسان في الأرض وتلك الخلافة تقتضي تعمير الارض فمن منا يستطيع تعمير ها منفردا؟!

حافظوا علي أبنائكم فهم أغلى من كل الشهادات، ادفعوهم الي الامام حسب قدراتهم ولا تصتصغروا قدراتهم فبداخلهم طاقة جبارة إن وضعت علي الطريق السليم تفتقت عن مبدع في مجاله والأمثلة كثيرة .

وعلي المجتمع ألا يقدس مهنة أويرفع أصحابها علي غيرهم فالكل سواء ما دام يؤدي دوره بإخلاص.

واعلموا جميعا أن الأرزاق بيد الله وحده فكم من إنسان عادي فتح الله عليه بجده واجتهاده!

وكم من متعلم كان تعليمه عائقا في تحقيق آماله وطموحاته !

 ابائكم يحبوكم فاسعدوهم قدر استطاعتكم.

أبنائكم أمانة فحافظوا عليها.

دمتم في رعاية الله وحفظه.

محمود السايس 


*************

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق