من قطع اشجار الجميز علي ترعة السماحات بقلم. الاستاذ محمود السايس
من قطع الجميز؟!!
***************
كل منا له ذكريات مع أشجار الجميز الموجودة علي شاطئ ترعة السماحات او ملال الزلاقة الواقع في امتداد طريق السوق الي قرية خباطه،أكلنا منها جميعا صغارا كنا او كبارا،ولم نعرف من زرع هذه الأشجار العملاقة ،ولم يقم أحد من أصحابها بنهي احد من تناول ثمارها ،فقد كان أصحابها الذين لم نعرف لهم اسما يزرعونها كنوع من الصدقة .
منذ فترة قصيرة كنت أتمشي ساعة العصرية علي شاطئ ترعة السماحات فوجئت باشجار الجميز العملاقة التي كانت تقبع في المكان منذ قديم الأزل لربما كانت هناك قبل أن يولد جدي وجدك ،وبالسؤال علمت أن الذي قام بقطع هذه الأشجار العملاقة الوحدة المحلية بحجة أن الطريق الرابط بين قرية خباطة (طريق السماحات) وطريق الشين قطور سيرصف،كل هذا جميل ،لكن ما ذنب هذه الأشجار المعطائة التي اكل منها القاصي والداني الأولون والآخرون حتي تقطع بهذه الطريقة؟
علما بأن الطريق واسع والمسافة التي يحتاجها الرصف للطرق الداخلية بين العزب والقري لا تتعدي ثمانية أمتار علي أساس أن يكون صافي الرصف ستة أمتار والباقي حرم للطريق ،وبعقل لا يملك تطبيق روح القانون ،استسهل المنفذ قطع الاشجار المعمرة والتي شهدت تاريخ مصر عبر مئات السنين، بينما دولة متقدمة مثل اليابان تحول طريقا لتتفادى قطع شجرة معمرة ،اي إحترام للبيئة هذا؟!!
أما عندنا فقد قضت يد الإنسان علي البيئة نضارتها و جمالها.
ماذا تعرف عن أشجار الجميز؟
عندما رأيت هذا المنظر السيئ ،دفعني الفضول أن اقراء عن هذه الأشجار،فوجدت انها أشجار معمرة لأكثر من الف عام ،من فصيلة أشجار التين ورد ذكرها في التوراة والإنجيل والقرآن تحت اسم التين لأنها ضمن فصيلته،ولها قدسية خاصة عند المصرين القدماء حيث وجدت ثمارها جافة في مقبرة الملكة (تيتي)من الأسرة الثالثة عشر،كما وجد علماء الآثار ان تابوت الملك سنوسرت الثالث كان مصنوعا من اخشاب الجميز،كما وجدوا أوراقها مجففة في أكثر من مقبرة.
كان المصريون القدماء يستخدمون السائل الأبيض الذي يوجد في أوراقها في علاج الأمراض الجلدية وخاصة الصدفية حيث أن له قدرة فائقة في القضاء علي الفيروس المسبب للمرض كما دون علي جدران المقابر والمعابد ،وذلك ما أثبته العلم الحديث،كما أن ثمارها تستخدم كملين للمعدة وعلاج الانتفاخات فضلا عن انها غنية جدا بعناصر غذائية هامة للجسم وتعمل علي رفع كفاءة الجهاز المناعي .
اما عن أهميتها البيئية فهي أشجار معمرة لآلاف السنين لا تحتاج الي ماء كثير مما جعلها مؤهلة لزراعتها في الصحراء وموجود منها أشجار عملاقة في فلسطين وخاصة غزة ،وتعمل هذه الأشجار علي تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو حيث أنها دائمة الخضرة فتساعد علي تقليل الآثار السلبية لظاهرةالاحتباس الحراري.
كل هذه الخصائص جعلت جامعة عين شمس باعتمادها ضمن مبادرة (ازرع شجرة)
أطلت علي حضراتكم ،لكن هل من المعقول أن يزرع السابقون ويقطع اللاحقون؟
وخاصة أن ديننا الحنيف يدعونا الي التعمير لا الهدم فقد جاء في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (إذا قامت القيامة وبيد احدكم فسيلة فليغرسها)صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ارجو من القائمين علي التشجير في الوحدة المحلية لقريتنا زراعةاشجار الجميز علي جانبي الطرق بدلا من أشجار الجزورين والفيقس التي لا جدوى منها سوى احتضان الذباب والحشرات الضارة.
دمتم في حفظ الله ورعايته
محمود السايس
*************
٨-٧-٢٠١٩

فغلا كلامك صحيح بس مين يسمع احسنت النشر