حكاية الياسمين وشبرا بلوله كتبه أحد أبناء شبرا بلوله
" حكاية الياسمين وشبرا بلوله "
طلب منى أحد الأبناء الاعزاء( ابولؤى دويدار ) أن اروى لكم حكاية الياسمين وشبرا من بدايتها حتى الآن وهااناذا افعل ٠
اول مانزل احمد فخرى البلد للمرة الأولى كانت أرضه مزروعه غله فحرتها بغلتها وده كان أمر غريب لأن بلدنا كانت لاتعرف الا الزراعه التقليديه كالقطن والغله والدره والبرسيم ولم تزرع الخضار أو الفاكهة مثل القرى المحيطة بالمدن
وزرع الأرض بشجره غريبه اسمها الياسمين وبنى مصنع لانتاج خلطته وبدءت المشاحنات بين من يمثلونه وبعض كبار البلد بسبب تضارب المصالح وكان مدير المصنع خواجه اسمه موسكو وناظر زراعه اسمه محمود حسانين وكان رجل مراوغ من بقايا نظار زراعة الاقطاعيين
ولما كبرت أشجار الياسمين وبدءت تنتج زهر استعانوا بالمرحوم محمد السروجى مقاول الانفار الشهير لتوريد انفار لجمع الزهر من شبرا والقرى والعزب المجاوره وكان وقت الجمع ابتداء من الفجر لما بعد شروق الشمس وكان الانفار يتعرضون للندى والطل بجانب راءحة الياسمين النفاذه فأصيب منهم الكثير بأمراض صدريه أودت بحياتهم مما اضطر مسؤلى المصنع لتوزيع لبن وبسكويت عليهم دون فائده إلى أنه حدث رواج بسيط بالبلد ٠
وشيئا فشيئا بدء أصحاب الأراضى يزرعون الياسمين ويوردن الزهر مباشرة للمصنع بسعر جنيهان وربع ثم ارتفع حتى وصل لأربعة جنيهات ونصف فى الوقت الذى كان في كيلو اللحم بأقل من جنيه وان المصنع يقبل اى كميه دون مناقشه لدرجة أن بعض الناس كانوا يغطسون الزهر فى الماء ليزداد وزنه وهم يقبلونه صاغرين وحدث رواج كبير فى البلد حتى من كانو لايملكون ارض وعندهم اولاد كتير استفادوا لأن لو ورد فى اليوم عشره كيلو هايبقى دخله اليومى ٤٥ جنيه فى الوقت اللى كان فيه مرتب خريج الجامعه ١٩ جنيه فى الشهر وهنا بدءت الناس تتوسع فى زراعة الياسمين والفتنه واللارنج وتركوا الزراعات التقليدية التى كانو منها يأكلون وتوقفت ماكينة الطحين وظهرت الافران التى تخبز العيش وتوزعها على الناس واهملوا تربية المواشى والطيور وتوقفت السواقى وظهرت مواتير المياه وخلع الفلاح طاقيته وجلابيته ولبس قميص وبنطلون إضافة أنه بفضل فلوس الياسمين وفلوس الذين كانوا يعملون بالعراق تم بناء قرية جديده على ارض زراعيه كانوا يعيشون منها وتركوا القرية القديمة خرابات تمرح فيها الفئران والعرس وكانت تلك الخسارة الثانية التى جلبها الياسمين بشبرا بعدخسارة بعض الأرواح الاولى ٠
ولما كثرت زراعة الياسمين صار العرض أكثر من الطلب رغم افتتاح مصنع اخر للزيوت ومن هنا بدءت المشاكل الحقيقية التى يعانى منها الناس هذه الأيام لأن الناس حينما توسعوا فى زراعة تلك النباتات زاد المعروض منها فقل الطلب عليها ونقص بالتالى السعر لأن هناك نظريه اقتصاديه تقول إذا زاد العرض قل الطلب وبالتالى يهبط السعر وتتحكم فيه الاهواء وتدلل أصحاب المصانع وبدءوا يرفضون الزهر الذى لايعجبهم بعد أن كانوا يقبلونه والماء يتساقط منه ٠
والان ماهو الحل لهذه المعضلة ؟
الحل هو أن يتم تقطيع بعض الأشجار والعوده للزراعات التقليدية هذا اولا والامتناع عن الجمع والتوريد موسم أو موسمين ثانيا حتى ينعدل الميزان ويتم تحديد سعر أعلى من الأسعار المتدنية التى يفرضونها ليجنوا هم الملايين والمزارعين لايكادون يغطون نفقاتهم وهذا يحتاج إلى تماسك وتنظيم ورجال أشداء كلمتهم تمشى على الجميع ٠