الريف المصرى وقصة بطولة الفلاحين مع صيام شهر رمضان صيفا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان فى الريف غير رمضان المدن ولا يوجد تشابه غير مواعيد الافطار والسحور رمضان فى المدينة جميل جدا وتجد الحياة فى المدينة ليلا مليئة بالحركة وانتشار الناس فى الطرقات اما للزيارات او الفسحة او التمشية واكيد ذلك بعد صلاة العشاء والقيام
فى الريف هناك المزارع وغير المزارع وغير المزارع يتشابه كثيرا باصحاب المدينة الا انه يقضى باقى اليوم ليلا بعد صلاة العشاء والقيام مع اطفاله وعائلته الى ان ياتى موعد السحور وصلاة الفجر
المهم موضوعنا عن الفلاح ومن يمتهن الزراعة وتربية الماشية انا فلاح اتكلم عما عايشته ورايته ومما عايشته ورايته فى ايام رمضان فى الصيف فهو ما يعجز عن تحمله احد غير فلاحين مصر هؤلاء الفلاحين الذين رفعوا رؤسنا فى حرب أكتوبر المجيدة التى كان فلاحين مصر هم عبروا خط برليف
يستيقظ الفلاح صباحا بنشاط يستمده من نقاء ونظافة دمائه وجسده التى اعتادت على الاكل الطبيعى الذى يصنعه بيده من اللبن الطازج من الابقار او الجاموس او الماعز وهذا بعد ان يداعب الهواء الطلق ونسيم الفجر التى تاتى على ظهر الريح من الحقول القريبة والمجاورة للمنازل بعد اداء ركعتى الفجر
ثم تبدأ رحلته الى مواشيه اما بحلب البان الماشية ثم اطعامها ثم الذهاب لتفقد حقله اذا كان بحاجه الى العزيق او الروى وسقاء ارضه والعمل على الانتهاء من اعمال الحقل قبل انتصاف الشمس فى عنان السماء واشتداد لهيبها الذى تهرب بسببه المياه من جسد الابطال والفلاحين ثم يرجع بعد انتصاف الشمس الى منزله فيتكئ على جانبيه فى قيلولته المعتادة التى يستمد منها طاقته المتبقية ليقوم بعد صلاة عصر يومه بالذهاب الى حقله وانهاء ما بدأه وعندما يحين المغرب يرجع المسكين باقدام ونفس مهدودة قدم تجر الاخرى ويعد خطواته الى منزله فيجد الزوجة الفلاحة بنت الاصول الطيبة العريقة تنتظره على احر من الجمر تحس به وبتهالكه فى الصيام والعمل فى حقله فتتلقفه وكانها تحتضنه بكلمات ووجه باسم بحنان المرأة الاصيلة فيدخل فيجد افطاره متراص بمنظر بديع على طبلية من الخشب او صينية من الالومنيوم وهناك مكان به مخدة صغيرة لتحمى الزوج الكادح فى الحقل من الحصير البلاستيك وكانه عرشه الذى يجلس عليه بعد انتصاره البديع على عدوه وهو الشقاء
يفطر ويذهب للصلاة ثم يرجع الى بيته لينام مطمئن بين اسرته واولاده
هذا الذى اتحدث عنه وقد بقى منه القليل للاسف هم الذين اخرجوا لنا جهابذة فى كل المجالات هم تاج على رؤسنا فخلف من بعدهم خلف اصبحت كل حياتهم اللهو والصهر على الجوال صباحا ومساءا للاسف هلكت الارض والماشية بيعت للجزارين فاصبحنا فى احوج ما نكون الى التوجه الى الغرب وخلافه لنشترى طعاما للاسف الشديد نحن امة اضعنا انفسنا باشياء اضاعت هيبتنا وشخصية صدرناها للعالم هى الان شخصية متهالكة للاسف الشديد







