مسجد المنوفى بقرية الشين وذكريات من زمن فات

المنوفي 
أحد أقدم مساجد قريتنا العظيمة ، بجانب عموده الأوسط جهة باب المآذنة تحلقونا صغارا أمام شيخنا الراحل الشيخ محمد أبو موسي فكان رحمة الله عليه اول من علمني من آيات القرآن الكريم ،بعد صلاة العصر مجتمعنا، المنوفي قصة عاشق ومعشوق ،بجانب مآذنته يقع منزل جدي الحاج احمد ربيع الذي أحب المنوفي واحبه المنوفي ،فصاحب الضريح الموجود في قبلة المسجد سيدي محمد المنوفي من المجاهدين الشهداء ،رجل صالح ،كان يأتي جدي في منامه بزيه الحربي راكبا جواده ،وحكت لي امي أطال الله في عمرها ان من بشر جدك بقدوم حفيده محمد من ولده يوسف هو المنوفي ،أتي جدي في المنام وسلم عليه وأخبره ان زوجة ابنه يوسف ستضع ذكرا وليسمه محمد ،وعندما وضعت زوجة خالي مولودها كان جدي رحمة الله عليه جالسا أمام الباب  فبشروه بأن المولود ولد ضحك وقال سبقكم المنوفي وسماه لي محمد اتدرون من محمد؟
انه الطيب النقي الاستاذ الدكتور محمد يوسف ربيع أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب طنطا ،طبت يا منوفي وطابت بشراك.
لم يعشق جدي في حياته شيئا مثل عشقه لمسجد المنوفي ،اينما تبحث عنه تجده في المنوفي ،أحب هذا المسجد وانفق عليه الكثير مالم نعلمه الا بعد وفاته .
فقبل وفاة جدي بستة أشهر تقريبا عد له خالي محمود رحمة الله عليه مبلغا كبيرا خاصا بجدي ،فلما توفي جدي تسائل ابناؤه عن هذا المبلغ ولكن لم يدم السؤال طويلا حيث أخبرهم أحد المحبين للمسجد أن جدي رحمة الله عليه خص المنوفي بهذه الأموال.رحمة الله عليك يا جدي لقد أحسنت الاستثمار.
اما جدتي رحمها الله كانت متعهدة بشراء حصر المسجد ،فإذا بليت إحداها استبدلتها بأخرى  علي نفقتها الخاصة.
وتعهدت إضاءة المسجد ،قبل دخول الكهرباء كان المسجد يضاء بالكيروسين (الجاز الابيض اللازم لإضاءة المبات )فكانت توفر الجاز علي نفقتها لتضئ المسجد ،أضاء الله قبرك يا جدتي.
فالمنوفي قصة عاشق و معشوق .
علي سلمه القبلي يجتمع كبار السن من بعد ا العصر الي الغروب تستمتع بحكاياتهم وقصصهم .
وعند هذا الباب نجتمع ونحن صغار لنحمل أعلام زفة المولد النبوي الكريم وفريق اخر يحمل السيوف ليمشي في المقدمة وتحت الاعلام يسير الشيخ محمد عبيد والشيخ اليماني والحاج مصطفي سيف يرددون الإنشاد الديني والصلاة علي النبي عليه الصلاة والسلام .
وفي رمضان نذهب لنشتري الثلج قبل المغرب من بائع الثلج القابع أمام ابواب المسجد .
اما مآذنته فقد بناها كبير البنائين في القرية ،رجل يعد من أمهر البنائين في مصر كلها ،الحاج محمد الخولي الذي نحت الطوب الأحمر علي يديه ليصنع منه دائرة ،فقد كان رحمة الله عليه يجلس كل يوم بجانب المسجد أمام منزل جدي ويقحت الطوب علي شكل نصف دائرة يا له من صبر!
الاعجب ان هيئة المساحة والأوقاف أرسلوا كبير المهندسين ليحدد القبلة وراح المهندس يمينا ويسارا والعرق تصبب انهارا منه ويضع بصلته ولم يفلح ،فدخل الخولي رحمة الله عليه فضحك وقال له سيدي المهندس ضع اجهزتك في جيبك وشد الخيط معي وطلب حصاتين واسقط الرجل الحصاة علي الخيط وقال هنا القبلة فدهش المهندس كيف ؟
فأخرج بوصلته وضبط علي مكان الحصاة وصرخ المهندس صح صح من علمك هذا ؟لابد أن أقبل رأسك.
فللمنوفي في القلب ذكريات.
عند بابه البحري أشم رائحة جدي .
بجانب عموده الأوسط مجلس شيخي .
وأمام بابه القبلي ملتقي الكبار.
رحل الجميع وبقي المنوفي.
دمتم في رعاية الله وحفظه
محمود السايس
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق